بالرغم من امتلاك ليبيا تاريخ كبير في عالم السينما إلا أنها مرت بحالة من الركود التام منذ سنوات عديدة .. حيث أنشئت المؤسسة العامة للسينما سنة 1973 ، وقبلها إدارة الانتاج السينمائي، وانتجت العديد من الأفلام وعلى مستوى عالي من المهنية وتحل منها على عدة جوائز محلية وعربية ودولية، ولكن في سنة 2003 تم الغاء هذه الهيئة رسمياً وتم توزيع الكادر الوظيفي على القطاعات الحكومية الأخرى كموظفين في الإدارات، وبينما القليل منهم اتجه إلى التدريس بكلية الفنون والاعلام وبعض الجهات التابعة للمجال.
للحديث أكثر عن السينما إلتقينا بالمخرج القدير عبدالله الزروق وهو الرئيس الشرفي لمهرجان ليبيا الدولي للأفلام القصيرة وعضو لجنة التحكيم.
لماذا غابت السينما في ليبيا؟
بالرغم من وجود أسماء مهمة في تاريخ السينما إلا أن المرحلة السابقة مرت بالعديد من العثرات والمشاكل التي حالت دون الاستمرار، بالإضافة إلى عدم اقتناع الدولة بافن السابع رغم هناك من يستطيع أن يقدم أعمال جيدة، والآن إذا توفرت الإمكانيات الازمة للهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون بإمكاننا أن نعيد صناعة السينما، بل وتكون بتكلفة أقل من السابق ، حيث كانت مكلفة جدا في السابق فيما يتعلق بشراء الأشرطة ومعامل التصوير والطبع والمونتاج ويحتاج الأمر إلى معامل كبيرة واستخدام تقنيات كبيرة خاصة عند التصوير بالأفلام والحرص على الألوان الطبيعية ومضطرين للتوجه إلى المعامل بالخارج ذات التكاليف العالية ، أما الآن بداء استخدام المعامل بميزانيات أقل من قيمتها في السابق، وأكرر لو توفرت الآلات والتقنيات التصوير والاضاءة والصوت نستطيع تقديم الكثير والكثير في عالم السينما بكوادر ليبية مهنية.
كيف تقييم السينما اليوم ؟
السينما في السابق لم تكن عالمية باستثناء المشاركات الخارجية في المهرجانات والفاعليات المختلفة ، بالرغم أن المشاركات كانت مثمرة وحصدت العديد من الجوائز لكنها ظلت محلية فقط ، لهذا لابد وأن تؤخذ بجدية موازية للسينما في العالم ، نحن نعرف أن امريكا دخلت للعالم من خلال السينما ، فهي تسمى ” فن الاختراق ” ، بالدليل أن هذا المهرجان عندما تم الاعلان عن المسابقة تمت مشاركة ما يقارب 200 فيلم في ثواني ، مما يترجم بأن السينما لديها القدرة على الاختراق كونها اكثر الوسائل تأثيرا وهي الفن السابع وآخر الفنون ، وعندما نتكلم عن الحضارة والتاريخ فالسينما هي التي تقوم بهذا الدور ، وهي التي توصل كل الابداعات المختلفة
لو هناك اهتمام ولو بشكل عادي سيعرف الجيل الجديد أن هناك سينما ، وهم الاكثر من يسأل حول وجود السينما من عدمها ، لهذا التعثر والوقوف ليس من صالحنا ، ففي عام 1972 -1973 كان لدينا صناعة سينما في الوقت أن العالم العربي ليس لديه سينما اساسا ، وكانت لدينا معامل أبيض واسود وكان الفيلم صناعة ليبية مئة في المئة ، وايضا زارنا العديد من المخرجين من خارج ليبيا ، ثم تحول الأمر محلي وبات بدون نفس .
ماهي الأعمال المقربة بالنسبة لك ؟
أعمالي السينمائية كثيرة وأنا في الحقيقة احب كل أعمالي ،ولكن فيلم “الاجنحة” اعتبره من الأعمال الجيد و فيلم ” معزوفة المطر ” ايضا التي شكلت منعطف جميل وفق أراء المهتمين والمختصين والمتذوقين ، وأعمال أخرى عديدة للزملاء الآخرين ، متمنيا أن نرى سينما في المستقبل تليق بنا وبمبدعينا منهم الفنان ناجي ابو سبعة الذي تحصل على جائزة الابداع الفضي عن أحد أعماله ، كما تحصلت على جائزة النقاد عن فيلمي ” احلام صغيرة “
هل سيكون لدينا سينما بعد غياب طويل ؟
نعم .. اذا الهيئة أخذت في اعتبارها وحسبانها وفكرت في عودة السينما حينها سيكون بأمكانها أن تعيد صناعة السينما وبالعناصر الليبية المهنية التي تمتلك خبرة كبيرة في مجالها ، كما تستطيع أن تنشئ نادي سينما او تجمع سينمائي.
هل سنشاهد مهرجان للأفلام الطويلة ؟
نعم ..نستطيع بعد هذا الحدث ومشاركة عدة افلام قصيرة وظهورحالة الانعاش البصرية ممكن أن تكون هناك سينما للافلام الطويلة ، هذه تعد بادرة خير عندما نبدأ بالأفلام القصير ويتبعها لاحقا مهرجان للأفلام الطويلة ، فالمهرجانات عادة تضم الافلام الطويلة والقصيرة ،لأن المهرجانات تعد حافز للشباب .. وحركة الهيئة الآن تعد جيدة لإعادة الرؤية السينمائية، ونتمنى أن تستمر المهرجانات للدفع بالشباب بإعتبار أن السينما رافد من روافد الثقافة .
حوار /فتحية الجديدي
لا تعليق